الخميس، 24 يوليو 2014

ثقة الطفل بنفسه

ثقة الطفل بنفسه

كيفية تنمية وترسيخ ثقة الطفل بنفسه ؟ الثقة بالنفس تعتبر من أعمدة الشخصية السليمة والنفسية السوية، ومن أكثر ما يؤثر في سلوك واختيارات الفرد. كيف يرى كل منَّا نفسه؟ كيف يرى قدراته وإمكانياته؟ كيف يرى شخصيته وعلاقته بالآخرين؟
الشخص المتمتع بالثقة بالنفس سينظر في مرآته فيرى شخصا جديرا بالحب والرعاية والاهتمام، فسيقبل تلقائيا على إقامة علاقات اجتماعية وينجح فيها. سيرى شخصا يتمتع بالكفاءة والمهارة، فسيقدم تلقائيا على الفرص والتحديات والتجارب الجديدة. سيرى شخصا ضاحكا متفائلا قادرا على تخطى الصعاب، فسيحارب المشاكل ويقدم على حلها بشجاعة.
باختصار، الثقة بالنفس هي أن ترى نفسك بشكل إيجابي، وسيجعلك هذا بالفعل تتصرف بشكل إيجابي.
ولكن بعض الأطفال قد يفتقدون الثقة بأنفسهم، وهنا يقلق الأبوان ويشعران بضرورة أن يساعدان ابنهما.
 فكيف نعرف إن كان الطفل تنقصه الثقة بالنفس؟ هناك بعض العلامات التي يمكننا أن نفهم من خلالها كيف يرى الطفل نفسه:
- يرفض الطفل القيام بأي تجربة جديدة أو مهمة أو تحدي، دون أن يحاول أو يجرّب. (يرجع ذلك لشعوره بالخوف من الفشل ونظرته لنفسه كشخص غير كفء). - منسحب اجتماعيا وليس لديه أصدقاء. (هنا يجب التفرقة بين الطفل الذي يكتفي بعدد قليل من الأصدقاء وبين الطفل الذي ليس لديه أي أصدقاء ولا يجيد إقامة أي علاقات اجتماعية). - بمجرد أن تواجهه أي صعوبة، يشعر بالإحباط الشديد، ويتملكه هذا الشعور حتى أنه يستسلم ولا يكمل المهمة التي كان يقوم بها. (يرجع هذا لشعوره أنه غير قادر على حل أي مشكلة أو التصرف في أي موقف غير معتاد). - كثيرا ما يلقى باللوم على نفسه ويقول عبارات سلبية، مثل " أنا السبب"، "لقد أفسدت كل شيء"، أنا فاشل"،.. . - بالرغم من نقده لذاته، إلا أنه أحيانا يلقى باللوم على الآخرين أيضا: "زملائي غشوا في اللعب"، " المدرس يظلمني دائما"،.. . - قلق جدا بشأن رأى الآخرين فيه، يفكر دائما فيما سيقولونه عنه بدلا من أن يفكر فيما يريده هو. - أحيانا يصاحب ضعف الثقة بالنفس عرض آخر خطير هو ضعف الشخصية والانقياد، في هذه الحالة يلجأ الطفل لأصدقائه ويتأثر بهم أكثر من اللازم ويقلدهم في كل شيء ليحوز إعجابهم.
كيف يمكن للأم أن تساعد الطفل على اكتساب شعور صحي بالثقة بالنفس؟ 1- منذ البداية المبكرة، الرضيع الجائع بحاجة للشعور بأن أحدا يستجيب إليه، لا فقط بحاجة للطعام. فإذا كانت استجابة الأم غير مرضية، تتغيب عنه كثيرا، تمتنع عن إرضاعه ليعتاد أن ينام طوال الليل، تتركه يصرخ لفترات طويلة .... ينشأ هذا الطفل مفتقدا الإحساس بالأمان، شاعرا أنه ليس ذو قيمة، لا يشكّل أي أهمية لأي شخص، لا يستحق الاستجابة، باختصار، ينشأ فاقدا للثقة في نفسه.
2- على الأم أن تمنح الطفل حبا غير مشروط: هل تربطي حبك بالقيام بأي إنجاز أو بصفة ما فيه؟ هل تقولين له "ذاكر عشان أحبك" أو"لو خلصت الطبق ها حبك"؟ عليك أن تتوقفي فورا عن هذه العبارات إذا كنت تستخدمينها. واحرصي أن يفهم الطفل أنك تحبينه لأنه ابنك، فقط. لا لأنه مهذب أو متفوق أو ينهى طعامه! لا تبتزي الطفل عاطفيا بربط حبك له بأي شيء مهما كان. فشعور الطفل بأن أمه تحبه من أهم دعائم الثقة بالنفس.
3- النقد: إذا استمرت الأم في وصف ابنها بالكسول أو المزعج أو الممل، هل تتوقع أنه سيرى نفسه يوما ما بشكل إيجابي؟! هذه الأوصاف السيئة، والعبارات الجارحة الأخرى مثل "ألا تخجل من نفسك" أو" لقد خاب أملى فيك"، تشعره بأنه فاشل أو سيء، بدلا من الكلمات والأوصاف الجارحة، انقدي السلوك الذي لا يعجبك ولكن لا تنتقدي شخص الطفل، قدر الإمكان لا تستعملي عبارة "أنت كذا ...". يمكنك أيضا أن ترى الأمر من زاوية مختلفة، هل ابنك خجول أم أنه فقط لا يكثر الحديث؟ هل هو مخرّب أم فقط طفل فضولي طبيعي؟ هل يكذب أم أنه لم يصل بعد للسن التي يدرك فيها الفرق بين الخيال والحقيقة ؟
4- لا تفعلي ما يجب عليه هو القيام به نيابة عنه، إذا فعلت ذلك فهذه طريقة لتدريبه على عدم المحاولة وعدم القيام بمسئولياته، كما أنك ترسلين له برسالة مفادها أنه غير كفء وأنك لا بد أن تتدخلي لتعينيه، وأنه غير قادر على حل مشاكله بنفسه. أيضا لا تتدخلي لمساعدته أوحل مشاكله إلا عند الضرورة، الأهل الذين يعتبرون المدرّسة هي المخطئة إذا حصل الطفل على تقديرات ضعيفة، والذين ينبرون للدفاع عنه إذا ما تشاجر مع أصدقائه يزيدون من شعور الطفل بعدم الكفاءة.
5- كلّفيه بمسئوليات: الطفل يحتاج لأن يتولى بعض المسئوليات، إنه يحتاج أن يشعر أننا نثق به، نكلفه بعمل ، أنه يقوم به بشكل مرض، وأن هذا العمل مفيد أو نافع للأسرة. هكذا يشعر الطفل بأهميته وقيمته وقدرته على المساعدة وكفاءته.
6- وفِّري له فرص للإنجاز، تحديات جديدة، خبرات، تجارب، تنمية مهارات، ألعاب رياضية، مسابقات علمية، امنحيه الفرصة ليشعر بإنجازات حقيقية.
وأخيرا، كوني دائما بالقرب منه، أمَّاً وصديقةً وداعمةً.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق